¤ الاسـتشــارة:
ابني عمره ثمانية عشر عام أحبه واحترمه أكثر من اخوته لدي بنتين وثلاثة أولاد هو أكبر أولادي لم الحظ عليه اي سلوك مشين لكن حدث ذلك منه فسبب لي نوع من فقد الثقه أرجو الرد
رد المستشار: د. سعد بن مبارك الشهراني
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله حمدا حمدا، والشكر لله شكرا شكرا.. واصلي واسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
بداية.. أسأل العلي القدير أن يحفظ لك أولادك، وأن يحفظ لنا شبابنا وبناتنا من كل مكروه، وأن يهديهم الى صحيح الفكر والسلوك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ثم أننا نشكر لك حرصك ونقدر لك إهتمامك بأولادك فهم الإستثمار الحقيقي في الحياة، ومع ما يمر به ابنك الأكبر في مرحلة المراهقة، ومع كثرة الملهيات وخاصة التقنية منها، والتي يصعب معها ضبط الأبناء والحفاظ على فطرتهم السلمية النقية، إلا أنه الأمر ليس صعبا ويحتاج العمل البناء والمستمر في حماية أبنائنا من المخاطر التي تحدق بهم من كل جانب.
لذا اقترح عليك ما يلي:
1= الدعاء والدعاء والدعاء.. فهو الحماية الأكثر فاعلية لكل ما نطمح إليه، يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [ غافر:6]، وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد لولده، ودعوة المسافر» أخرجه الترمذي في سننه.
لذا توجهي بقلب خالص في صلاتك وفي قيامك بالدعاء بأن يحفظ الله لك ولدك، وأن يهديه، وأن يبعد عنه كل الملهيات والمغريات، وأن يصرف عنه كل الشهوات، وأكثري من الإستغفار بنية الدعاء، ولن يخيب الله لك ولا لمن يرجوه رجاءه.
2= أن يشعر ابنك بأنه القدوة لأخوته، فهو الأكبر والابن المسئول، وبالتالي تنمية شعوره بدوره وبمسؤوليته وبقيادة لإخوته، ستشعره بعظم الدور والمسؤولية، وستساعد بإذن الله في حرصه ليكون كما تؤملون جميعا منه، وستردعه عن ممارسة بعض الممارسات التي قد تشوه صورة الابن الأكبر في العائلة، ومن الممارسات التي تعين على ذلك أن تخبريه بأن يتصفح جوالات إخوانه بين الحين والآخر بمعرفتهم وبشكل ودي لتؤكدي على دوره من جانب، وعلى أن يتنبه لسلوكه بشكل غير مباشر من جانب آخر.
3= تعهدي الأوقات التي يكون فيها على شبكة الانترنت، واشغلي وقته بالبحث عن أشياء مفيدة لدراسته أو لكم جميعا، مع الحرص على ألا يتصفح شبكة الانترنت وحده قدر الإمكان، لأن هذا سيساعد على الحيلولة عن تصفحه لمواقع سيئة، فقيمة الخجل في هذه المرحلة مرتفعة لديه، وبالتالي سيخجل من أن يكتشفه احد ما في وضع غير جيد .
4= اطلبي منه أن يبحث عن بعض الموضوعات على شبكة الانترنت، مثلا موضوعات آثار التدخين والمخدرات، آثار تصفح المواقع الجنسية الإجتماعية والنفسية والعضوية، ثم اطلبي أن يبحث عن حلول لها، وأن يقدم لك حل للمشكلات تلك من وجهة نظره الشخصية، هذا العمل سيجعله يبحث ويتعرف ويعلم عن مقدار والآثار السلبية لتلك المشاكل.
5= حاولي أن تعززي قيمة الإيمان وجانب العقيدة، من خلال متابعة الصلاة وخاصة في المسجد وفي تشجيعه على الصيام قدر الإمكان، فهي ستبعده وتردعه عن التفكير في تلك الأشياء.
6= نظراً للوقت الكبير الذي يقضيه الشباب على تصفح الجوال والانترنت فهي مدعاة لتصفح النافع والضار، لذا فالبديل في هذه الحالة هو تشجيعه على تصفح المواقع النافعة وأن يكون له صفحة باسمه كالمدونات وصفحات التواصل الاجتماعي مع التأكيد بأن صفحته باسمه وستكون متاحة للجميع باطلاعكم عليها، لترون ما بها، وهذا سيقلل الوقت الذي ربما سيكون في تصفح المواقع السيئة.
7= حاولي الجلوس معه أحيانا وعلى فترات متقطعة عندما يتصفح الجوال أو الإنترنت ولكن بشكل غير مباشر، فمجرد الجلوس في نفس الغرفة كفيل بأن يمتنع عن تصفح تلك الصفحات السيئة.
4= ختاما.. أعود فأذكر بأهمية الدعاء في الصلوات المفروضة وما بعدها، وفي قيام الليل بأن يحفظ لك الله أولادك وأن يصلح شأنهم وشأن شباب المسلمين، ودعواتي لك ولأولادك وشباب وبنات المسلمين بالهداية والصلاح، والله ورسوله اعلم.
المصدر: موقع المستشار.